بأقلامنا

والدي الحبيب لم يتعوّد قلمي أن يكتبَ عنك في الغياب بقلم سلام بيطار

بسم الله الرحمن الرحيم

والدي الحبيب لم يتعوّد قلمي أن يكتبَ عنك في الغياب وسطوري اليومَ حائرةٌ بعدما كانت في حضورِكَ تنساب وتهرُبُ الكلماتُ مني فلا خبرٌ منها يأتي ولا جواب فحالُها مثلُ حالي مبعثرٌ بين حقيقةٍ وبين سراب والدي أعرفُ أنك لم تكن يوماً ملكاً لعائلتِكَ وحدِها وأنّ قلبكَ الكبير كان يتّسعُ لكلِ الوافدينَ والمظلومينَ والمحرومينَ ولكلِ مَن أُغلقَتْ أمامَهُ الأبواب ربّما لم نكن نعرفُ أنّنا كنّا نُحبُّكَ كلَّ هذا الحبّ لكنّنا عرِفنا أنّنا أحببْناكَ بكلِّ ما للحُبِّ من أسماءَ وعناوينَ وألقاب في حضورِكَ كان للدنيا طعمٌ ولونٌ ومذاقٌ لستُ أدري إن كان سيبقى بعد الرحيلِ وبعدَ الذهاب ما يُعزّينا يا قُرّةَ أعيُنِنا أنكَ عشتَ كبيراً كريماً عزيزاً وقِبلةً يجتمعُ حولَها الخلاّنُ والأصحاب ويكفيكَ فخراً أنك عاصرتَ الإمامَ القائد ومشَيْتَ على خطِّهِ ولم يفرّق بينك وبين هذا النهجِ سببٌ من الأسباب والدي الحبيب نستودعُ روحَكَ الطاهرة إلى خالقِها وبارئها فلا ظلمَ عندَهُ ولا فُراقٌ ولا ألمٌ ولا عذاب بل كما وعدَنا جنّاتٌ تجري من تحتِها الأنهارُ أُعِدَّتْ للمتّقينَ بلا حساب وجوازاً على الصراطِ ومروراً كمرورِ السَحاب في أمانِ الله يا والدي يا أغلى الأحباب

زر الذهاب إلى الأعلى