بأقلامنا

أنا هنا ! في أفكاري تَجدُني! بقلم الشاعرة غريتا بربارة

أنا هنا ! في أفكاري تَجدُني!

هل يحجبُ الوادي صدى المُرنّمين والمُنشدين؟
هل تبلغ الوحدة حدود الضائعين؟
أَنظُرُ في رحاب فضائي يُحلِّقُ
عصفور الحُبّ الصغير، يُرفرف
يُنادي محبوبةَ الكروم …
تردُّ عليه عرائس المروج بِأغنية الوشاح الأبيض التي تفهمُها وحدة السكون.

قال لي: أبحثُ عن عينٍ ينبع منها تألُّق الزهور دون أن يلمسها مَطر أو ذبول .
أبحثُ عن حقيقةً تقول :
أنّ مَنْ يسير امام الشمس
والنور لا يتعثَّر
ولا يدركه الهلاك ولا يضيع
بل يزوره السرور ،
وفي مخدع الحُبّ يُلاقي الحُضن الدافئ وشذا العُطور .
تسألني مَن أنا وأين تجدُني؟
أنا صَخَبُ الريح،، غريبة في دنيا
لا يُعانقها أمان ولا سلام ولا حتى أنيس!
أنتظِرُ قدوم العصافير
بِترانيم وادٍ عجيب !
أنتظِرُ أن يُعانقني الريح بقوة
علّني أوزِّعُ هوائياته وأثيرياته
على مَن يسهرون ويُناجون القمر ويُحدّقون بِعين الشمسِ خائفين من الذوبان في نورها الغريب!

عانِقي قلبي يا أفكاري!
هل يبحثُ الصياد عن غزالٍ
في البحر أو في أرضٍ جرداء؟
أم في وادي التلاقي،، وادي
الحنين وتلال الورد والياسمين
والصفصاف والحَور وبين المروج والحقول والغابات ؟

أزاحَت تخيّلاتي بُرقُع الدنيا
وتوسَّدتُ يقظتي فوق
الأعشاب الطرّية لأرى حقيقة
الجمال وأفهمُ معناه!
تخلَّصتُ من عناصر المادة
وتعمّقتُ في الذات المعنوية
شعرتُ بك تفرَحُ مع روحي!
نقتربُ سوياً من الطبيعة ومن
غوامض أسرار الوجود
وبدأتُ معك أفهمُ لُغةَ مَنْ ابتدعها وجمَّلَها !

تبحثُ عني وأنا أمامك!
عند الفجر ، عند تبيان النور
تجدُني بين الأزهار
أرشُفُ من عيونها
قطرات الندى بِفرح وحبور!
عند الظهيرة وأنت في العمل
تراني أُصغي الى تغريدة الطيور
أستحكي ما أرى من جمالها
ومن دِفئ القلوب !
عند العصر تقتات نفسي
روحانية الطبيعة وتتنشّقُ
طهارة السماء !
عند المساء أتوِّجُ ذاتي بِأكاليل
ذهبية من الطُهر لأنثُرَ أريج الإيمان وبخور الوديان في صومعة الإنسانية!
في الليل أناجيك !!
استيقظْ يا حبيبي! روحي تناديك!
من وراء مسافات وبِحار هائلة !
نفسي تحملُ اليك همسات الحنين! استيقظْ وتعال !

رميتُ بِِكتابي ودفتري وقلمي
لأن اشتياقي أباد وأتعبَ السطور
وبقيتْ خالية أمامي لا أرى كلاماً
ولا حروف!
استيقظْ ! أنا هنا !
أنتَ تبحث وأنا أدلُّكَ على مسرحي!
مسرح الأحلام يا حبيبي!
وادي أفكار الأنبياء والملوك وشُعراء الأجيال الغابرة والزمن الجميل!
أنتظرُك على باب أفكاري!
اِقرَعْ باب التاريخ، تجدُني
في صومعة الحِكمة منبع البلاغة واليقين!
في مخدعي الصغير الوضيع
بين كُتبي وأقلامي استنشقُ
عِطر قدومك القريب.
أنا هنا !!!

بقلم: غريتا بربارة✍🏻
لبنان

زر الذهاب إلى الأعلى